الفائدة الثانية: أن الإنسان إذا أصيب بسمعه، أو بصره، أو قلبه أو سائر جسده فليلجأ إلى الله - عزّ وجل -؛ لأنه لا أحد ينفعه.
فإن قال قائل: إذاً لا نذهب إلى الأطباء، ولا إلى القراء، ولا نستعمل الأدوية؟
فالجواب: لا، بل اذهب إلى الأطباء، واستعمل الأدوية، واذهب إلى القراء، ولكن الذين يَسْتَرْقُون تنقص درجتهم بالنسبة للذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فالإنسان مأمور بفعل الأسباب، بل جاء الأمر بالتداوي إلا أنَّا لا نتداوى بمحرَّم.
الفائدة الثالثة: خطورة انسداد هذه الأمور الثلاثة وهي السمع بحيث لا يسمعون الآيات، والبصر لا يراها، والقلب لا يعيها، فعلى الإنسان أن يراعي هذه الأمور الثلاثة.
الفائدة الرابعة: رحمة الله - عزّ وجل - حيث صرّف الآيات للعباد، ولو شاء لترك التصريف وجعل الناس يتخبطون خبط عشواء، لكن من نعمة الله - عز وجل - ورحمته بعباده أنه يريهم الآيات ويصرفها وينوعها لهم فإذا لم يؤمن بهذه الآية آمن بالآية الأخرى وحصل المقصود، وكم من إنسان تفوته آيات كثيرة لا يعتبر بها، ثم يصاب بآية واحدة فيعتبر، حتى إن بعض المستقيمين حكوا عن أنفسهم أنهم كانوا منزلقين في الشهوات والتلهي، فلما مات قريب لهم استقاموا، كل الآيات السابقة لم ينتفعوا بها، لكن لما مات القريب استقاموا وعرفوا أن مآلهم كمآله فعادوا إلى الله - عزّ وجل -.
الفائدة الخامسة: التشنيع على هؤلاء الذين صُرِّفت لهم الآيات فأعرضوا، لقوله: {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ