نوعان: حكمة غايةٍ وحكمةُ صورةٍ، فالغاية أن كل ما قضاه الله كوناً أو شرعه فإنه على وفق الحكمة، والغاية منه حكمة أيضاً.
الفائدة الخامسة: إثبات وصف الخبرة لله - عزّ وجل -، وهي العلم ببواطن الأمور، ويترتب على إيماننا بهذا أن نستسلم لحكم الله الشرعي، كما أننا مستسلمون لحكمه القدري، وأن لا نكلف أنفسنا بالاطلاع على الحكمة فيما لا تدركه عقولنا، بل نؤمن ونسلم، وكذلك يقال في الأحكام القدرية:(نؤمن بالله ونسلم لقضائه) إذاً يستلزم من جهة المنهج والمسلك أن الإنسان يرضى بالحكم الشرعي، فلا يقول:(ليته لم يحرّم، أو ليته لم يوجب)، وكذلك يستسلم للقَدَر.
ومن الفوائد المسلكية والمنهجية أنك تلتزم بأحكام الله الشرعية؛ لأن الحكم له، والحكمة فيما شرع، فلا مناص لك عن أحكام الله الشرعية.
فإن قيل: وهل هذا يمنع من أن نسأل عن الحكمة؟
قلنا: لا يمنع، لكن بشرط أن نستسلم تماماً قبل معرفة الحكمة، أما ألا نستسلم إلا إذا عرفنا الحكمة فهذا غلط عظيم.
وبالنسبة لقوله تعالى:{الْخَبِيرُ} متى علمت
أن الله - سبحانه وتعالى - خبير بكل شيء يقع منك، فإنك سوف تخاف من مخالفة الله - عزّ وجل -، وسوف ترغب بالقيام بأمره لأنك تعلم أنك لم تعمل عملاً إلا علم الله بك، وهذه نتيجة مهمة جداً، من يترك الزنا مثلاً في مكان لا يطّلع عليه إلا الله وبدون معارضة من المرأة والنفس تدعو لذلك لا يترك هذا في مثل هذه الحال إلا مؤمن يعلم أن الله يراقبه.