للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن هذا يوجب ضغطًا على الرسول - عليه الصلاة والسلام - فالله تعالى يجيب عنه انتصارًا له {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً}.

الفائدة الرابعة: إثبات قدرة الله - عزّ وجل - لقوله: {إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً}، وهذه القدرة قدرة كاملة لا يلحقها شيء من العجز، لقول الله - تبارك وتعالى -: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: ٤٤]، فلكمال علمه وقدرته لا يعجزه شيء؛ لأن العجز عن الشيء سببه إما الجهل وإما الضعف، فالله عليم قدير، وهذه القدرة تتعلق بكل شيء فهو على كل شيء قدير، ولا تبحث كما جث المتكلمون المتعمقون المتنطعون، هل تتعلق بالممكن والواجب والمستحيل، أم بالممكن والواجب فقط دون المستحيل؟ هذا. كلام فارغ وليس ذا معنى؛ لأن الله - عزّ وجل - أطلق قدرته فقال: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: ٢٠].

توجد عبارة لبعضهم يقولون: خص العقل ذاته فليس عليها بقادر، أعوذ بالله، كلام فارغ، يعني: أن العقل دل على أن الله لا يقدر على نفسه، وهذا يعني: تعطيل الله - عزّ وجل - عن كل فعل " لأنه لا يقدرأن يفعل أي شيء فيما يتعلق بنفسه، ونحن نقول {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

فإذا قال قائل: هل تقول إن الله يقدر أن يهلك نفسه - نسأل الله العافية -؟

فالجواب: نقول إن الله - سبحانه وتعالى - أثبت لنفسه الكمال من كل وجه، والهلاك نقص فلا يمكن، وهذا السؤال غير وارد، لكنَّ المتكلمين يوردونه حتى يصلوا إلى أن القدرة لا تتعلق بالمستحيل.

<<  <   >  >>