للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة الثالثة: أن الحكم لله - عزّ وجل - وحده لقوله: {قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}، ولا أحد يغيّر في هذه الآجال.

الفائدة الرابعة: أن من مات مقتولًا فقد مات بأجله الذي قدره الله له؛ لأن الله قضاه ولا يقال: الولا أنه قتل لم يمت) هذا مستحيل؛ لأن الله قضى أن يموت بالقتل، فهو مقتول بأجل.

لو قال قائل: لولا أن هذا الرجل قتل مثلًا الساعة الثانية عشرة من النهار لأمكن أن يتغدي الساعة الواحدة فنقول: لا يمكن أبدًا؛ لأن الله قضى هذا فلا بد أن يكون، فكل ميت ميت بأجله المقدر له، لا يتقدم ولا يتأخر، لكن السبب قد يتقدم وقد يتأخر بحسب نظر الإنسان، كما أن طول العمر بصلة الرحم أيضًا مقضيٌّ (١)، لا يمكن أن نقول لو كان هذا عاقًّا لمات قبل أن يموت إذا كان واصلًا؛ لأننا نقول: إن الله قدر أن يكون واصلًا وأن يتأخر عمره، قضي الله أجلًا ولا يمكن أن يتأخر.

الفائدة الخامسة: أن الأجل المعلوم الذي هو الساعة عند الله لا أحد يصل إلى العلم به، وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين، حتى إن جبريلَ سألَ النبي - صلى الله عليه وسلم -وجبريل أفضل الملائكة، ومحمد أفضل البشر- عن الساعة فقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل (٢)، فإذا كان هذان الرسولان الكريمان لا يعلمان متي الساعة، فَمَنْ دُونَهما من باب أولى.


(١) لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب أن يُبسَط له في رزقه ونسيئًا له في أثره فليصل رحمه"، أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب: من بُسطَ له في الرزق بصلة الرحم، رقم (٥٩٨٦)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب: صلة الرحم وتحريها قطيعتها، رقم (٢٥٥٧).
(٢) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان (٨).

<<  <   >  >>