للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة الخامسة: التفريق بين ذكر السماوات والأرض، حيث تذكر السماوات جمعًا والأرض مفردة وذلك؛ لأن السماوات أعظم من الأرض بكثير لا من جهة ارتفاعها ولا سعتها، وكلّ ما في السماوات، فهو أعظم مما في الأرض قال الله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (٢٨)} [النازعات: ٢٧، ٢٨]، إلى آخر الآيات.

الفائدة السادسة: أنه قد يُعبر بالمفرد ويراد به الجنس فيعم ما كان زائدًا على المفرد لقوله: {وَالْأَرْضَ}.

الفائدة السابعة: أن من مَلَكَ ظاهر الأرض فقد مَلَكَ أسفلها، حتى لا يقال: إنه ليس لك إلا أرض واحدة فلا تملك الأرض إلى تخومها، وقد قرر هذا العلماء - رحمهم الله - فقالوا: إن مالك الأرض يملكها إلى الأرض السابعة، وعلي هذا دل الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أراضين" (١).

الفائدة الثامنة: التعبير المُختلِف بين خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور.

فإن لقائل أن يقول: لماذا اختلف التعبير، هل هو مجرد اختلاف لفظ أو هناك فرق؟

لننظر (جعل) تأتي بمعنى خلق. ويدل لهذا قول الله - تبارك وتعالى -: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: ١]، وقال تعالى في آية أخرى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: ١٨٩]،


(١) سبق تخريجه في (ص ١٥).

<<  <   >  >>