الفائدة الأولى: مِنة الله - عزّ وجل - على عباده بإرسال الرسل، ولا بد من إرسال الرسل، يعني: أن حكمة الله - عزّ وجل - تقضي بإرسال الرسل؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ما يجب لله من الأسماء والصفات والأحكام، ولا يمكن أن يستقل بمعرفة العبادات، فالناس مضطرون غاية الضرورة إلى الرسل، قال الله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَة}، أي: على دين واحد، فلما كثروا تفرقوا واختلفوا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}[البقرة: ٢١٣].
الفائدة الثانية والثالثة: أن رسالة الرسل تتضمن هذين الشيئين وهما: البشارة والإنذار، فلمن تكون البشارة، ولمن يكون الإنذار؟ تكون البشارة لمن أطاع واتبع الرسل، والإنذار بالعقوبة لمن كذب، ويتفرع على هذه الفائدة أن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - لم يأتوا بمجرد الأحكام، أي: لمجرد أن يقولوا: (هذا حلال وهذا حرام)، بل قرنوا ذلك بالبشارة والإنذار؛ لأن البشارة تحمل الإنسان على فعل المأمور؛ لأنك لو بشرت إنساناً بأنه سيحصل على كنز في المكان الفلاني تجده يسابق فيفعل ما يوصله إليه، والإنذار يحصل به البعد عن المعاصي، وعلى هذا تتركب دعوة الرسل.
الفائدة الرابعة: أن الناس انقسموا في تقبل وقبول دعوة الرسل إلى قسمين: مؤمن ومكذب.
الفائدة الخامسة: حكمة الله - عزّ وجل - في انقسام الناس