والصواعق، فهي مخلوقة وبائنة عن الله، وإنما نسبت إلى الله تشريفًا لها، كما في قوله:(ناقة الله، وبيت الله، ومساجد الله) وما أشبه ذلك.
الطائفة الثانية: الأشاعرة الذين يدَّعون أنهم هم الذين جادلوا المعتزلة، قالوا: إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه لا يسمع، وليس له صوت، ولا حروف، ولكنه خلق أصواتًا وحروفًا لتعبر عما في نفسه.
بالله! أهناك فرق بين مذهبهم ومذهب المعتزلة؟ لا فرق، كما قال بعض علمائهم: إنه لا فرق بيننا وبين مذهب المعتزلة؛ لأننا متفقون على أن ما في هذا المصحف مخلوق، لكن المعتزلة، قالوا: هو مخلوق حقيقة، وهو كلام الله حقيقة، وأولئك الأشعرية قالوا: ليس كلام الله حقيقة، فكلام الله هو القائم بنفسه، وهذا عبارة عن كلام الله، فأيهما أقرب إلى الصواب من حيث القواعد؟ المعتزلة أقرب إلى الصواب، أما أهل الحق السلف وأتباعهم من الأئمة فقالوا: إن الله - عزّ وجل - نفسه يتكلم بكلام مسموع بحرف مرتب، ولا يعقل الكلام إلا على هذا الوجه.
فإذا قال قائل: هل كل ما خلقه الله قليلًا، أو كثيرًا يكون بكلمة (كن)؟
الجواب: ظاهر النصوص أن كل ما خلقه الله يقول له: كن، ولهذا كانت كلمات الله لا نفاد لها، قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (١٠٩)} [الكهف: ١٠٩]، ويحتمل أنه - عزّ وجل - قال: