بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن هذا قد سبق من الأمم السابقة، واستهزاء المكذبين للرسول بأنواع متعددة منها قولهم: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)} [الزخرف: ٣١] كأنهم يقولون: محمد لا يستحق هذا، وكما في قولهم:{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ}[الأنبياء: ٣٦] والاستفهام هنا للتحقير، يعني: مَنْ هذا الرجل الذي يذكر آلهتكم بالسوء؟ ليس بشيء وليس له قيمة، ومنها وصفهم إياه بأنه مجنون مخرف وما أشبه ذلك.
الفائدة الثالثة: عناية الله - تبارك وتعالى - بنبيه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، حيث ينزل عليه من القرآن ما يسليه به، وجهه أن ذكر استهزاء الأمم السابقة برسلها تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ لأن كونه يعلم بأن الأمم السابقة كَذّبت رسلها يهون عليه الأمر، فإن الإنسان يتسلى بالمصائب إذا أصابت غيره وتهون عليه مصيبته، وقد أشار الله إلى هذا في قوله: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)} [الزخرف: ٣٩] مع أنه لو كان في الدنيا واشترك الناس في العذاب لهان عليهم ونفعهم وحملهم على الصبر، لكن في القيامة لا ينفع.
الفائدة الرابعة: تهديد المكذبين للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لقوله: {فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)}، يعني: فاحذروا أيها المكذبون لمحمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، المستهزؤون به.
الفائدة الخامسة: الإشارة إلى أنه لا رسول بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولكن قد لا تؤخذ هذه الفائدة من هذه الآية؛ لأن قوله تعالى: