(كن) في أول الأمر، وصار المخاطب يقوم بما أمر به، كما قال:"للقلم اكتب ما هو كائن"(١)، فكتب ما هو كائن.
الفائدة الثانية عشرة: إثبات رسالة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، كما ثبتت رسالاتُ مَن قبله لقوله:{وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}.
الفائدة الثالثة عشرة: تأكيد رسالة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وذلك بالقسم و (اللام) و (قد).
الفائدة الرابعة عشرة: أن القرآن الكريم يُراعى فيه فواصل الآيات لقوله: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}، وقال في آية أخرى:{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}[هود: ١٢٠]، ومراعاة الفواصل ظاهر في القرآن الكريم، انظر إلى سورة طه، وانظر إلى سورة القمر:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} حتى قال: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣)} [القمر: ١٣] دسر: جمع دسار، وهو المسمار كل ذلك لأجل أن تتناسب السورة في فواصل الآيات، وذلك؛ لأن هذا من البلاغة، ولأن هذا مما تصغي له الأسماع، ولأن ذلك مما تطرب له القلوب، فهذه ثلاث فوائد لتناسب الآيات الكريمة.
الفائدة الخامسة عشرة: أنه قد يكون فيها إشارة إلى أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الرسل لقوله:{وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}، يعني: الذين أرسلوا، فإن صح أخذ هذه الفائدة من هذه الآية، وإلا فهو خاتم النبيين، وهذا أمر مجمع عليه، نص عليه القرآن
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣١٧)، رقم (٢٢٧٥٧)؟ والترمذي: كتاب القدر باب (١٧)، وقال: حديث غريب.