للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمطلقة: كما في آخر سورة سبح {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧)} [الأعلى: ١٦، ١٧]

* قال الله - عزّ وجل -: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٣٣)} [الأنعام: ٣٣].

قوله: {قَدْ} للتحقيق، وقال النحويون إنها مع الماضي للتحقيق، ومع المضارع للتقليل، لكن نقول: أن هذا هو الغالب، أنِ تكون مع الماضي للتحقيق؛ كقوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} [ق: ٤]، وتكون مع المضارع للتقليل؛ كقولهم: قد يجود البخيل فقد هنا للتقليل.

لكنها وردت في القرآن مقرونة بالمضارع مع دلالتها على التحقيق مثل قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} [النور: ٦٤]، ومثل هذه الآية {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} لكن عبر عن الماضي بالمضارع إشارة إلى أن الله - عزّ وجل - علم ويعلم ما يكون، فتكون دالة على الاستمرار، بخلاف (عَلِمَ) الماضي فهي دالة على شيء مضى وانتهى، لكن إذا كان الشيء مستمرًا جاءت بلفظ المضارع.

وقوله: {إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} جاءت همزة (إنَّ) مكسورة مع أنها واقعة بعد العِلْم، وإذا وقعت بعد العِلم وجب أن تكون مفتوحة الهمزة، كما في قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: ١٨٧].

فلماذا كسرت الهمزة هنا؛ ولماذا كسرت في قوله: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ} [البقرة: ٢٣٥]؟

<<  <   >  >>