ولذلك ضل أولئك القوم الذين ذهبوا إلى تحكيم القوانين الوضعية التي وضعها بشر، فهذا البشر الذي وضعها معرض للخطأ بلا شك.
كما أنه غير محيط بجميع مصالح الخلق في جميع أقطار الدنيا، ولا بمصالحهم؟
لأن في جميع الأزمان المقبلة؛ لأن الأمور تتغير، إذاً فلا يجوز الاعتماد على هذه القوانين، ويجب أن تؤخذ القوانين من كتاب الله وسُّنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ لأن الله تعالى أعلم بالخلق حالاً ومستقبلاً، ولأنه أرحم بالخلق، ولأنه أحكم الحاكمين.
أما الآيات القدرية - يعني: المخلوقات - الليل والنهار والشمس والقمر وإحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك، كيف يكون التكذيب بهذا وهذا؟
نقول: أما التكذيب بالشرائع فهو إما أن يكذب الأخبار، فيقول: هذا غير صحيح لا يدخل العقل ولا يمكن، وإما بتحريف النصوص مثل قول بعضهم: المراد بالاستواء استولى، والمراد باليد القدرة، أو القوة أو النعمة، أو ما أشبه ذلك، وهذا تحريف، وإما بالاستكبار عنها فلا يعمل بها، وأما التكذيب بآيات الله الكونية، فإما أن ينسبها لغير الله، كما يفعل السببيون الملحدون الذين ينسبون الأشياء لأسبابها المحضة ويرون أن السبب فاعل بنفسه، أو يقولون: هي من الله ومعه غيره، هذا أيضاً تكذيب بآيات الله الكونية؛ لأنه شرك، أو يقولون: هي لله وحده لكن له مُعِيْنٌ، فهذا أيضاً كفر بالآيات الكونية، فصارت