وَالْإِكْرَامِ (٧٨)} [الرحمن: ٧٨] فـ (ذي) بالجر صفة لـ (رب)، ولم تكن بالرفع صفة للاسم، مع أن أسماء الله - عزّ وجل - لها من الجلالة والتعظيم ما لها، ولكن نسأل الله العافية:{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور: ٤٠]، وسبحان الله لا أدري؛ بماذا يلاقي الإنسان ربه يوم القيامة؟ إذا كان الله تعالى قد قال:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٢٧] وقال: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}، وما أشبه ذلك من الآيات، ثم يقول: لا وجه لك يا رب، والمراد بوجهك الثواب، لا أدري كيف يستطيع الإنسان أن يجيب الله - عزّ وجل -؟
والمسألة ليست جدلاً دنيوياً ومغالبة دنيوية، المسألة عقيدة يجب على الإنسان أن يتهيأ للجواب عنها يوم القيامة، والإنسان قد يتخلص في الدنيا بالمجادلة والمغالبة، لكن عند الله لا ينفعه كما قال الله - عزّ وجل -: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[النساء: ١٠٩] نقول: أنتم إذا غلبتم في الجدل في الدنيا فلن تغلبوا الله - عزّ وجل - يوم القيامة، والله لا يغلبون، والمسألة خطيرة.
وفي ظني أن هؤلاء المحرفين لمثل هذه الآيات، عند تلاوتها وتحريفها ينسون أنهم سيقابلون الله - عزّ وجل -، وإلا لو كانوا على ذكر ذلك، ما ذهبوا يحرفون الكلم عن مواضعه في أعظم الأشياء، إذا كانت آيات الأحكام وأحاديث الأحكام تجري على ظاهرها، وهي أحكام للعقل فيها مجال، فكيف لا تجري هذه الأخبار العظيمة على ظاهرها وهي تتعلق بالله - عزّ وجل -.
لو قال قائل: هل في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} دلالة على رؤية الله - عزّ وجل -؟