لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: ٩٨]، لم يقل (عدو له) مع أن الآية فيها مناسبة أخرى وهي مراعاة فواصل الآيات.
ويتفرع على هذه الفائدة أن هؤلاء كفار؛ لقوله:{لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}، وكان مقتضى السياق أن يقول:(لقالوا) لكنه أظهر في موضع الإضمار، والإظهار في موضع الإضمار له فوائد منها:
١ - الحكم على مرجع الضمير بما يقتضيه الوصف الظاهر، والوصف الظاهر في هذه الآية {الَّذِينَ كَفَرُوا} ومرجع الضمير لو كان ضميرًا أولئك المكذبون.
٢ - القياس، بمعنى أن كل من قال قولهم فهو كافر؛ لأنه لو قال:(لقالوا) لم نستفد أن من قال مثل قولهم يكون كافرًا بالنص، فإذا كان هذا الوصف ظاهرًا قسنا عليه كل ما ماثله، أو كل مَنْ اتصف بهذا الوصف.
الفائدة السادسة: مكابرة أولئك المشركين الذين يكذبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بصرفهم الحق إلى باطل، الحق أنه قرآن من عند الله وهم يصرفونه إلى السحر، وهذا السحر هل هو في بلاغة القرآن، وفصاحة القرآن، وبيان القرآن، أو في كونه أتي بكتاب نزل من السماء فموّه على أبصارهم؟ الظاهر أنه يشمل الأمرين، يقولون هذا ليس بحقيقة، أي: سحرتنا يا محمد، أو يقولون إنه لِبيانه وفصاحته سَحرهم، وأيًا كان فالجاحد - والعياذ بالله - يتشبث بكل شيء.
الفائدة السابعة: علم الله - تبارك وتعالى - بما سيكون لو كان؛ لأنه عَلِمَ ماذا سيكون قول هؤلاء لو نُزِّل عليهم الكتاب في قرطاس.