للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا قليلًا، ولما جاء ذكر موسى وهارون قدم هارون على موسى لتتناسب الآيات وإلا فإنه من المعلوم أن موسى أفضل من هارون.

* قال الله - عزّ وجل -: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٧)} [الأنعام: ٣٧].

قوله: {وَقَالُوا}، أي: المعاندون المكذبون للرسول المتعنتون.

قوله: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}، وهم يريدون بذلك الآيات التي اقترحوها مثل قولهم: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} [الإسراء: ٩٠ - ٩٣]، ومع ذلك يقولون {وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} [الإسراء: ٩٣]، وغير ذلك من الآيات التي اقترحوها، ولكن من حكمة الله - عزّ وجل - أنه سد باب الاقتراح على الله - عزّ وجل - فإنما الآيات من عند الله - سبحانه وتعالى -، فهو الذي يأتي بها، وليس باقتراح الخلق، والخلق إذا اقترحوا آية معينة، ثم أوتوا بها فلم يؤمنوا هلكوا، هذه سُنَّة الله - عزّ وجل -، ولا يرد على هذا أن قريشًا قالوا للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: أرنا آية يا محمد، فأشار إلى القمر فانشق نصفين، قال أهل العلم: إنما لم يهلكوا؛

<<  <   >  >>