قوله:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}، أي:(قل) يا محمد أخبروني {إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ} بحيث لا تسمعون الكلام، {وَأَبْصَارَكُمْ} بحيث لا ترون الأفعال، {وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}، بحيث لا يكون لديكم وعي ولا عقل، {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} سيكون جوابهم: لا أحد؛ لأنهم يقرون ويعترفون بربوبية الله - عزّ وجل -، وبما يترتب عليها.
قوله:{انظُرْ}، يعني: نظر اعتبار ونظر بصيرة {كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ}، أي: ننوعها، والآيات: جمع آية، وهي العلامة التي يحصل بها الطمأنينة لاشتمالها على الدليل، يعني: أن الآية ليست مجرد علامة، بل هي العلامة التي تكون دليلاً على الشيء، فهي أخص من مطلق العلامة، والآيات كالشمس والقمر والليل والنهار والرخاء والشدة والحر والبرد وهلم جرَّا، آيات منوعة {ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ}، أي: ينصرفون عن الحق وعن الآيات، وتأمل قوله:{ثُمَّ} الدالة على التراخي، يعني: ثم بعد أن يتبيَّن لهم الأمر ويتضح هم يصدفون فلا ينتفعون.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: تحدي هؤلاء الذين أشركوا بالله في هذه المسألة اليسيرة بالنسبة لغيرها، وهي أن الله إذا أخذ سمعهم وأبصارهم وختم على قلوبهم فإنهم لن ينصرفوا إلا إلى الله - عزّ وجل -، وهذا تحدٍّ لهم.