للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: {قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا}، فأجابوا بالجواب مع الإقسام، وكانوا قبل ذلك يقولون: لا نبعث، وهنا أقسموا على أن هذا البعث حق، ولكن لو سألنا سائل هل ينفعهم هذا الإقسام؟

فالجواب: لا ينفعهم؛ لأن الدار الآخرة دار جزاء وليست دار عمل.

وقوله: {وَرَبِّنَا} الواو هذه حرف قسم، والقسم كما سبق هو تأكيد الشيء بذكر معظم بأداة مخصوصة، وهي الواو، والباء، والتاء.

قوله: {قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}، يعني: قال الله - عزّ وجل - لما أقروا بأن هذا هو الحق، وتبين أن إنكارهم الأول كان كفرًا بإقرارهم.

قوله: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ} والأمر هنا للإهانة، وليس للتكريم؛ لأنه لا أحد يُكرم بالعذاب، وأطلق الذوق على العذاب لتحقق وقوعه، فإن ذوق الإنسان للشيء يعني أنه تيقنه تمامًا، فلو قلت لك مثلًا: في جيبي لك تفاحة، تُصَدِّق، فإذا رأيتها ازداد يقينك، فإذا أكلتها ازداد أكثر، ويسمى الأول علم اليقين، والثاني عين اليقين، والثالث حق اليقين.

قوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (الباء) للسببية و (ما) مصدرية، وعليه فيقدر ما بعدها بمصدر، ويكون التقدير بكونكم تكفرون، أي: تكفرون باليوم الآخر، وبمن أخبركم عن اليوم الآخر، وهم الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وبمن أرسلهم، لكن أين جواب (لو) في قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ}؟

الجواب محذوف، تقديره: (لرأيت أمرًا عظيمًا) وحذفه جائز، ولكن هل حذفه جائز مستوي الطرفين أو حذفه أبلغ؟

<<  <   >  >>