للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة الثالثة: رحمة الله - تبارك وتعالى - بالخلق، حيث أرسل إليهم الرسل لإقامة الحجة، ولبيان المحجة، يعني: الطريق، فلولا الرسل ما عرفنا الطريق إلى الله - عزّ وجل -، فلولا أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بيّن لنا كيف نتوضأ، ما عرفنا كيف نصلي، وما عرفنا كيف نزكي، وكيف نصوم، وكيف نحج، وكيف نتعامل، فإرسال الرسل من رحمة الله - عزّ وجل -.

الفائدة الرابعة: حذف السبب وذكر المسبب والنتيجة، ليكون ذلك أشد وقعاً وهيبة في قلوب المخاطبين؛ لقوله: {أَخَذْنَاهُمْ}، ولم يذكر التكذيب، حتى يكون أشد وأدعى لأن يبحث الذهن لماذا أخذوا؟ فيكون أشد هيبة ووقْعَاً في قلوب المخاطبين.

الفائدة الخامسة: أن الله تعالى يبتلي بالبأساء والضراء لكن لحكمة، لا لمجرد إلحاق الضرر بالخلق.

فإن فيل: وما الحكمة؟ قلنا: بيّنها - سبحانه وتعالى - في قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}، وإلا فإن الله لا يمكن أن يريد مجرد الإضرار، بل كل ما ضر الناس من تقديرات الله فالمراد به مصلحة الخلق.

الفائدة السادسة: أن الأخذ قد يكون بالبأساء، وقد يكون بالضراء، أي قد يكون بالشدة التي يتأذى بها الإنسان بدون ضرر، وقد يكون بالضرر، فمثلاً: الخوف والجوع وما أشبه ذلك، هذه شدة، أما المرض المباشر للشخص فهذا ضرر، فالأخذ إما بهذا وإما بهذا.

<<  <   >  >>