نقول قال ذلك لأنه ملحد لم يقرأ الآية الثانية، فالوقف على قوله:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون: ٤] فيه فائدة، قد لا تظهر لبعض الناس؛ لأنه إذا سمع القارئ يقرأ {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} ووقف تجده يشوش كيف يكون الويل للمصلين؟ ثم تأتي الآية التي بعدها {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)} [الماعون: ٥]، فتكون كأنها الغيث نزل على أرض يابسة، وهذا هو السر في أن الأَوْلَى إذا أمكن أن تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها بها.
لو قال قائل: قوله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا}[البقرة: ٢٨٥]، هل نقف على قوله تعالى:{وَأَطَعْنَا}؟
الجواب: نعم تقف على قوله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}؛ لأنك لو قلت:{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ} صرت سامعًا مطيعًا غفران الله، وليس كذلك.
لو قال قائل: في أثناء قراءة القرآن أو قراءة الحزب بسرعة من غير تأمل وتدبر هل يراعي الإنسان هذه الوقوف؟
الجواب: نعم ينبغي أن يراعي هذا ويقف حتى وإن كان مُدْرجًا.
الفائدتان الرابعة والخامسة: أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة، لقوله:{لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وهذا يقع كثيرًا في القرآن في آيات متعددة، مثل قول الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ