للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنقول لهم: هذه الثمرة من تقريركم جوابها لدينا سهل جداً، وهو أن نقول: هذه الرحمة التي ادعيتم أنها تدل على الضعف إنما هي رحمة المخلوق، أما رحمة الخالق فإنها لا تدل على هذا بوجه من الوجوه، بل تدل على كمال فضله وكرمه - عزّ وجل -، ثم إن لنا أن ننازعكم في دعواكم أن اللين والرقة يدلان على الضعف، فكم من ذي سلطان قوي يستطيع أن يبطش برعيته كما يشاء، ويكون رحيماً لمن يستحق الرحمة، فنمنع أولاً الدعوى، ثم لو سلمنا جدلاً بأن الرحمة تدل على اللين والرقة فهذه رحمة المخلوق.

الفائدة الثالثة: أن الفوز الحقيقي البيِّن الظاهر هو الفوز بالنجاة من العذاب يوم القيامة - نسأل الله أن يرزقنا ذلكْ -.

* * *

* قال الله - عزّ وجل -: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧)} [الأنعام: ١٧].

قال الله - عزّ وجل - مسلياً رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ومثبتاً له ومقوياً عزيمته: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ}، والضر هنا يشمل الضر في البدن والعقل والمال وكل ما يكون به الضرر على الإنسان، وكلمة {بِضُرٍّ} نكرة في سياق الشرط، والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فأيُّ ضرٍّ يمسسك الله به يعني يصيبك {فَلَا كَاشِفَ}، أي: لا مزيل له إلا الله - عزّ وجل - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ} الخير هنا المراد به ضد الضرر، من الصحة والعقل والمال والأهل والأمن وشرح الصدر وغير ذلك، {فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قادر على أن يزيل الضرر

<<  <   >  >>