لكنها قد تأتي للتوكيد مع المضارع، ومن ذلك قول الله تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}[الأحزاب: ١٨]. و (قد) هنا للتوكيد بلا شك، لكنها تفيد الاستمرار، أي: قد يعلم هذا في الحاضر والمستقبل.
و (قد) في {فَقَدْ كَذَّبُوا} للتحقيق.
قوله:{بِالْحَقِّ}، أي: ما جاءت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام - كله حق؛ لأنه من عند الله، والحق: هو الشيء الثابت، إن كان خبرًا فبوقوعه، وإن كان حكمًا فبثبوته، وضده الباطل؛ ففي الأخبار الباطل فيها الكذب، وفي الأحكام الباطل فيها ما خالف الشريعة، فالحق ما جاءت به الرسل من أخبار صادقة وأحكام عادلة
قوله:{لَمَّا جَاءَهُمْ}(لمّا) بمعنى: حين، أي: حين جاءهم، واعلم أن {لَمَّا} لها معانٍ.
وتأتي بمعنى:(إلا) كما في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)} [الطارق: ٤]، يعني: إلا عليها حافظ.
وتأتي (نافية) تجزم الفعل المضارع كما في قول الله تعالى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[ص: ٨].
وتأتي بمعنى:(لم) لكنها تفيد قرب مدخولها فـ (لم) للنفي المطلق أما، (لما) فإنها للنفي، لكنها تفيد قرب مدخولها، تقول مثلا: فلان لم يقم، هذا نفي مطلق، وتقول لمّا يقم فلان، هذا نفي يعني إلى الآن ما قام، لكنه سيقوم عن قرب.