للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ} [يونس: ٩٦، ٩٧] وقوله تعالى: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: ١٠١]، وقال - عزّ وجل -: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [القمر: ٤ - ٦]، وهنا تقف على قوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [القمر: ٦] ولا تصل؛ لأنك لو وصلت فسد المعنى فصار {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ}، متى؟ {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} [القمر: ٦] هذه واحدة، وفي الآية التي بعدها {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} [القمر: ٩] قف ولا تصل؛ لأنك لو وصلت {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} [القمر: ٩] صار قوله: {وَازْدُجِرَ} من قولهم، وليس كذلك لكن {وَازْدُجِرَ} معطوفة على قالوا، أي: قالوا مجنون وازدجروه.

ومثل هذه الأشياء في الواقع يجب أن ينتبه لها الإنسان؛ لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله، نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد، لكن في القرآن - سبحان الله وهو من إعجازه - أنك تري أحيانًا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر، وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس، تجده يقرأ قراءة مرسلة ولا ينتبه للمواقف، ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام، ويقف المواقف اللائقة فتتعجب كيف هذا؟ وكنا قبل ذلك نقرأ القرآن مرسلًا ولا نلتفت للمعنى، حتى إن قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)} [الماعون: ٤، ٥] تقف على {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}

<<  <   >  >>