للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ} والمراد بهم المكذبون لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فهو ظلم الكفر.

وقوله: {بِآيَاتِ اللَّهِ} متعلق بـ {يَجْحَدُونَ}، وقُدِّم عليه لإفادة الحصر، ولتناسب رؤوس الآيات.

ففيها إذًا فائدتان معنوية ولفظية.

أولًا لفائدة المعنوية: هي إفادة الحصر كأن المعنى: (ولكن الظالمين لا يجحدون إلا بآيات الله) وإلا فهم يعترفون بأشياء كثيرة إلا آيات الله فإنهم لا يعترفون بها.

والفائدة اللفظية: لتناسب رؤوس الآيات؛ لأن تناسب رؤوس الآيات من البلاغة بلا شك، ولهذا تأمل قول الله - عزّ وجل - في سورة طه {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: ٧٠]، فقدم هارون مع أن موسى مقدم في جميع المواضع، لكن من أجل تناسب رؤوس الآيات.

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدة الأولى: إثبات علم الله - عزّ وجل - بكل ما يقوله هؤلاء المكذبون؛ لقوله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}.

الفائدة الثانية: تسلية النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وتقوية روحه المعنوية، فإن في هذه الآية من تسليته وتقوية روحه المعنوية ما هو ظاهر، وهكذا ينبغي للإنسان أن يسلي أخاه بما يقع لمثله حتى يهون عليه الأمر؛ لأن الإنسان بطبيعته إذا وجد مشاركًا هان عليه الأمر، ألم ترَ إلى قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)}

<<  <   >  >>