المستحيل بضرب مثل له، دون أن يذكره بعينه، وجهه أن الله قال:{فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ}، يعني: فافعل، بدلًا من أن يقول: وإن كان كبر عليك إعراضهم فإنهم لن يؤمنوا، ولأن هذا هو المتوقع، لكن الله تعالى ضرب مثلًا حتى يكون مقنعًا للرسول - عليه الصلاة والسلام - ولغيره أيضًا.
الفائدة الرابعة: طلب الشواهد لصحة ما يقول الإنسان: قد يكون من الأرض، وقد يكون من السماء؛ لأن الله إنما قال له: ذلك لا لأجل أن يلجأ، ولكن من أجل أن يأتي بما يشهد له، ولهذا قال:{فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ}.
الفائدة الخامسة: أنه لا بد لكل نبي من آية وهذا من حكمة الله - عزّ وجل -، أرأيت لو جاء رجل في غير هذه الأمة، وادعى أنه رسول، وقال: أنا رسول ومنهجي كذا، وعقيدتي كذا، وعبادتي كذا، فأطيعوني بدون أي آية، هل يكون هذا من الحكمة؛ ليس من الحكمة، ومن كذّبه فهو معذور، وإلا لكان كل كاذب دجال يدير أنه نبي، وربما يدير أنه رب، فالآيات فيها نصر للرسل، ورحمة بالمرسل إليهم حتى يؤمنوا عن يقين.
الفائدة السادسة: أن الهداية والضلالة بيد الله - عزّ وجل - لقوله:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}.
الفائدة السابعة: إثبات مرتبة من مراتب الإيمان بالقدر وهي المشيئة، وأن الله تعالى قد شاء جميع أفعال عباده، ومراتب القدر أربعة، وهي:(العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق) مجموعة في قول الشاعر: