للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدة الأولى: أن أعداء الإسلام ينهون عن الإسلام، ونهيهم عنه يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عنه؛ لأن نهيهم عنه نهي حقيقي عن قلب، وهذا يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عن شريعة الله، والأساليب في هذا مختلفة وكثيرة، فقد تكون بإيراد الشكوك، أو بالأفكار الفاسدة، أو بالأخلاق الفاسدة، أو بالتحريش بين الناس، أو ما أشبه ذلك.

الفائدة الثانية: أن هؤلاء جمعوا بين الضلال والإضلال، الإضلال في قوله: {يَنْهَوْنَ}، والضلال في قوله: (ينأون) وهذا أشد من العدوان والظلم.

الفائدة الثالثة: أن كل من حاول إبطال الحق وإبعاد الناس عنه فإنما جَنى على نفسه، لقوله: {وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} حتى لو برقت له الدنيا، وظهر له النصر الظاهري، فإنه في الحقيقة هالك، ومن ذلك ما تقدم من قول أبي سفيان في غزوة أحد: (اعل هبل)، وقال: (لنا العزى ولا عزى لكم)، فافتخر، وشمخ بأنفه، ولكن هذا الأمر لن يبقى، وستكون العاقبة عليه، هذا هو المتعين سواء في الدنيا، أو في الآخرة.

الفائدة الرابعة: التحذير من سلوك الإنسان سبل الهلاك وهو لا يشعر، وقد بَيَّن الله تعالى ذلك في قوله: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: ٨] فاحذر.

ولكن إذا قال قائل: ما الذي يدل الإنسان على كونه على صواب أم لا؟

<<  <   >  >>