الفائدة السابعة: أن هذه الآية تدل على أن الأصنام لا تنفع عابديها؛ لأنها لا تنصرهم في هذا الموقف، بل قد قال الله - عزّ وجل -: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}[الأنبياء: ٩٨] تحصبون في وسطها {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء: ٩٨]{لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} انظر هذه الآية فرح بها المشركون، وانتهزوا الفرصة، وقالوا: هذا محمد يقول: إن المعبودات في النار، وعيسى معبود، فيقتضي أن يكون عيسى في النار، فأنزل الله - عزّ وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)} [الأنبياء: ١٠١].
الفائدة الثامنة: أن أولئك العابدين لهذه الأصنام ليس عندهم حجة ولا برهان، وإنما هي مجرد دعوى لقوله:{تَزْعُمُونَ}، والزعم في الغالب يكون في قول لا دليل عليه.
الفائدتان التاسعة والعاشرة: أن أولئك القوم فتنوا بهذا الجواب واستحسنوه وظنوه مفيدًا وهو قوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}.
ويتفرع على هذه الفائدة: أن الإنسان قد يفتن بالشيء، فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا، فاسلم من هذه الفتنة وحاسب نفسك عليها، واستعذ بالله أن تكون من أهلها.
الفائدة الحادية عشرة: إقرار هؤلاء المشركين بألوهية الله، وربوبية الله، أما ألوهيته في قولهم:{وَاللَّهِ}، وربوبيته في قولهم:{رَبِّنَا}، لكن هل ينفع هذا في ذلك الوقت؟ لا ينفع، بل لا ينفعهم لو أنهم وحّدوا حين نزل بهم الموت، كما قال - عزّ وجل -: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}[النساء: ١٨].