للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢)} [القيامة: ٢٢] إلى ثواب ربها ناظرة، وهذا التحريف ظاهر.

ومن السُّنَّة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته" (١)، وهذا التشبيه للتحقيق، يعني: كما أنكم في أماكنكم المتباعدة ترون القمر ليلة البدر بدون انضمام بعض إلى بعض، فإنكم سترون الله - عزّ وجل -، ولما سأل أبو رَزين العقيلي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله كيف يحاسبنا الله تعالى جميعًا في يوم واحد وهو واحد؟ قال: "ألا أدلك على شيء من آلاء الله؟ قال ما هو؟ قال: "القمر كلكم يراه في مكانه وهو واحد، وأنتم جماعة كثيرون" (٢)، إذًا لحديث دليل على ثبوت رؤية الله بالعين.

أما الإجماع فقد أجمع الصحابة والتابعون على رؤية الله - سبحانه وتعالى - لكن بماذا استدل العلماء على هذا الإجماع، يعني: كيف يكون السبيل، أو الطريق إلى إثبات هذا الإجماع؟

نقول طريقه أن يقال: إن الصحابة لمّا قرؤوا القرآن وسمعوا الأحاديث من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يأت عن أحد منهم أنه قال بخلاف ظاهرها فيكون هذا إجماعًا منهم إقراريًا، وليس سكوتيًا إجماعًا منهم على أنها على ظاهرها، وهذه حجة لا إشكال فيها، هات واحدًا من الخلفاء الراشدين، أو غيرهم من الصحابة يقول:


(١) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢)} ... (٧٤٣٤).
(٢) رواه ابن ماجه في: المقدمة، باب: فيما أنكرت الجهمية (١٨٠).

<<  <   >  >>