للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقي أن يقال: البسملة مبدوءة بحرف الجر، والمعروف أن حروف الجر لا بد لها من عامل يسمي المتعلق، فأين متعلقها؟

الجواب: متعلقها محذوف ويُقَدَّرُ بعدها؛ أما كونه محذوفًا فلأنه غير موجود، فلا بد أن يكون محذوفًا مقدرًا، وأما كونه يقدر بعدها فلوجهين:

الوجه الأول: التَيَمُّن بالبداءة بـ "بسم الله".

والوجه الثاني: إفادة الحصر، كأنك تقول مثلًا: "لا أَقرأُ إلا ببسم الله".

إذًا فيقدر متأخرًا للوجهين اللذين ذكرناهما.

وكيف نُقَدِّرَهُ، هل نُقَدِّرُهُ اسمًا، أو فعلًا، وهل نقدره عامًّا، أو خاصًّا؟ هذه أربع احتمالات.

هل نقدره فعلًا أو اسمًا؟

نقول نقدره فعلًا؛ لأن الفعل هو الأصل في العمل، ولذلك لا تجد اسمًا يعمل عمل الفعل إلا بشروط، وإذا كان هو الأصل كان تقديره أولي من تقدير الاسم.

وهل نقدره عامًّا أو خاصًّا؟

نقول: نقدره خاصًّا؛ لأن الخاص أدل على المقصود من العام، فالآن نضرب أمثلة إذا قَدَّرْنَا "بسم الله ابتدائي" هذا مخالف للأَوْلَي من وجهين:

الأول: أنَّا قَدَّرْنَاهُ اسمًا، والثاني: قدرناه عامًّا.

فإذا قلت: "بسم الله أبتدئ"، فهو مخالف من وجه واحد وهو تقديره عامًّا.

وإذا قلت: "بسم الله قراءتي"، فهو مخالف من وجه واحد وهو أنك قدرته اسمًا.

<<  <   >  >>