للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرورة بطلب العلو، وما قال: (يا الله) إلا ويجد قلبه يرتفع إلى السماء بدون أي دراسة، وبدون أي تعليم، فهو دليل فطري حتى قيل: إن البهائم تقر بذلك، وفي الحديث الضعيف أن سليمان بن داود - عليهما الصلاة والسلام - خرج مرة يستسقي - أي: يطلب نزول المطر - فوجد نملة مستلقية على ظهرها، رافعة قوائمها إلى السماء، تقول: اللهم إنَّا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك، فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم (١)، هذا الأثر ضعيف لكن لا نستبعد أن البهائم العجماء تعترف بعلو الله - عزّ وجل -.

وقد أخبرني أحد الطلاب أنه رأى ناقة من شدة الولادة ترفع رأسها إلى السماء، يقول كانت مضطجعة على جنبها وبين الحين والآخر ترفع رأسها إلى السماء، وهذا لا يُستبعد أنها رفعت رأسها إلى ربها - عزّ وجل -، وأخبرني طالب آخر أنه في سفر رأى حشرة كالجرادة تقف؛ كالإنسان على رجليها وتمد يدها وترفع رأسها إلى السماء، وكذلك من الحشرات نوع إذا آذاه أحد وقف على رجليه ورفع يديه، لكن بعض الطلاب يقول: إنه يرفع يديه ليبرز سلاحه؛ لأن يديه فيها شوك.

فتبين أن الأدلة كلها من الكتاب والسُّنَّة والعقل والفطرة وكذلك هناك إجماع على هذا، وكل هذه الأدلة متفقة على علو الله - تبارك وتعالى - علوَّ مكانٍ ليس فيه أي نقصر، وأما تدجيل المنكرين على كتاب الله وسُنَّة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأنه يلزم من ذلك أن يكون جسماً، فنقول: إذا لزم هذا


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٩٥)، والطبراني في الدعاء (٩٦٧، ٩٦٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٢٥).

<<  <   >  >>