للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا كان يحفظ في صباه (٧٠) ألف حديث، فكم كان يعرف من الرواة إِذن؟. ومن المعروف عن البخاري أنه كان يعيد النظر في تصانيفه -شأن العلماء المدققين- وقد قال وراقه: "سمعت البخاري يقول: صنفت جميع كتبي ثلاث مرات" (١).

وروي عنه أيضا أنه صنف "التاريخ " ثلاث مرات (٢). وللمعلمي اليماني، توجيه لطيف لمسألة التصنيف ثلاث مرات، حيث قال -رحمه الله- يعني- والله أعلم- أنه يصنف الكتاب ويخرجه للناس، ثم يأخذ يزيد في نسخته ويصلح، ثم يخرجه مرة ثانية، ثم يعود يزيد ويصلح حتى يخرجه الثالثة، وهذا ثابت ل "التاريخ" (٣). وقد إِستدل اليماني -رحمه الله- على ذلك بأن المآخذ التي أخذت على التاريخ الكبير موجودة على الصواب في رواية محمد بن سهل بن كردي، عن البخاري، التي هي بين أيدينا اليوم، وعليها طبع الكتاب. وإن بعض هذه المآخذ -وليس جميعها- موجودة في رواية محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري (ت ٢١٢ هـ). وعلي ذلك فرواية ابن فارس مما أخرجه البخاري ثانيا. وإن رواية ابن سهل مما أخرجه البخاري ثالثًا، وهو الأخراج الأخير (٤).

ونحن لم نعرف على سبيل القطع من هو راوي الإِخراج الأول عن البخاري، وقد روي ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن أبي زرعة قال: (حمل إِليَّ الفضل بن العباس، المعروف بـ "الصائغ" كتاب "التاريخ" ذكر أنه كتبه من "كتاب محمد بن إِسماعيل البخاري) " (٥)


(١) تاريخ بغداد (٢/ ٧).
(٢) المرجع السابق.
(٣) الموضح لأوهام الجمع والتفريق (١/ ١١).
(٤) انظر مقدمة "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (١/ ١١).
(٥) بيان خطأ محمد بن إِسماعيل في تاريخه لأبن أبي حاتم ص (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>