للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الأول مراحل تصنيف هذا الكتاب]

بدأ البخاري "تصنيف" هذا الكتاب سنة (٢١٢) هـ وعُمره إذ ذاك (١٨) سنة نقل وراقه عنه، قال: ( … فلما طعنت في ثماني عشرة جعلت أصنف" قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم"، وصنفت كتاب " التاريخ " إذ ذاك، عند قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الليالي المقمرة) (١). وهذا يفيد- كما هو واضح- أنه ابتدأ "تصنيف" هذا التاريخ في هذا العمر، لكن هذا لا يمنع أن البخاري كان "يجمع" مادة هذا الكتاب قبل هذا العمر بكثير.

فقد تقدم أنه في "الحادية عشرة" من عمره رد على أحد مشايخه مصححًا له إِسم أحد الرواة محتجًا عليه بحجة تدق عن فهم كثير من المحدثين، وهذه وحدها كافية للدلالة علي أن البخاري ما كان يقرأ الحديث كما يقرؤة الآخرون، ولا يحفظه كما يحفظه من في طبقته وسنه يومذاك.

وبعبارة أخرى يمكن القول: أن البخاري كان لا يمر بإِسم راو في سند حديثِ يحفظه دون البحث عنه،، معرفة نسبه وشيء من أخباره. وقد ورد ما يشير إلى ذلك.

قال محمد أبو حاتم -وراق البخاري -: (سمعت أبا عمر: سليم بن مجاهد يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال: لو جئت قبل لرأيت صبيًا يحفظ سبعين ألف حديث .. قال: فخرجت في طلبه حتي لحقته، قال: أنت الذي تقول: إِني أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر، ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين، إلا عرفتك مولد أكثرهم، ووفاتهم ومساكنهم.) (٢)


(١) تاريخ بغداد (٢/ ٧)، والسير (١٢/ ٤٠٠).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>