قلت: ومن طريق: الزهري عن سالم، عن أبيه أخرجه البخاري في صحيحه (١٠/ ٢٥٨). قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٢٦١): وليس لجرير بن زيد في البخاري سوى هذا الحديث، وقد خالف فيه الزهري، فقال: عن سالم، عن أبي هربرة، والزهري يقول: عن سالم عن أبيه .. وقال المزي في التحفة (٩/ ٤٥٦): رواه الزهري وغيره عن سالم عن أبيه، عن النبي ﷺ وهو المحفوظ. وتعقبه الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (٩/ ٤٥٦) فقال: وقوله: وهو المحفوظ يقتضي أن تكون هذه الرواية -يعني رواية جرير بن زيد- شاذة وليس كذلك فإِن البخاري رجح عنده أنه عند سالم على الوجهين: عن أبيه، وعن أبي هريرة، فالقرينة المرجحة لرواية جرير بن زيد القصة التي وقعت في روايته، وخلت عنها رواية الزهري، وهي قوله: كنت مع سالم على باب داره … وقد قالوا: إِن الخبر إِذا كانت تنسب إِليه قصة، دل على أنه حفظه. والقصة التي وقعت لسالم مع الشاب من قريش، وقع نظيرها لأبي هريرة مع شاب آخر. قلت: وقد تقدم حديث أبي هريرة هذا برقم (٤٤١) من طريق الأعرج عنه. (٢) هو الفراء، تقدم في (١٣): ثقة حافظ. (٣) تقدم في (١٧). (٤) عيسى بن يزيد الأزرق، أبو معاذ المروزي النحوي. سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم.