للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثالث ملامح من منهج البخاري في التاريخ الكبير]

أولاً: منهجه العام في تراتيب الرواة:

سار البخاري -رحمه الله- في هذا التاريخ، وفق المنهج الذي رسمه في المقدمة حيث قال: هذه الأسامي وضعت علي: أ، ب، ت. ث، وإنما بُدئ بمحمد، من بين حروف: أ، ب، ت، ث، لحال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن اسمه (محمد) -صلى الله عليه وسلم-، فإذا فرغ من المحمدين، ابتدئُ في الألف، ثم الباء، ثم التاء، ثم الثاء، ثم ينتهي بها إلى أخر حروف أ، ب، ت، ث، وهي: (ي)، والميم تجيئك في موضعها. ثم هؤلاء المحمدون على: أ، ب، ت، ث، لأنها قد كثرت، إلا نحوا من عشرة أسماء، فإنها ليست على: أ، ب، ت، ث، لأنهم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أ. هـ (١) هذا هو منهجه العام في التاريخ، ابتدأ بترجمة "محمد"-صلى الله عليه وسلم- فذكر نسبه وكنيته، وشيئا من شمائله، ثم ذكر من سمي بـ "محمد"، من الصحابة، ثم قال: "باب الألف": محمد بن أسامة، وهكذا رتبهم إلى حرف الياء، ثم عقد بابًا بعنوان "بابٌ من أفناء الناس" ذكر فيه من يسمى بـ "محمد" ولم يعرف بأبيه، وقد نص على أنه يقصد ذلك بأفناء الناس (٢). ويبدو أن البخاري قصد استيعاب غالب من سمي بـ "محمد" من الرواة حتى ذكر (٨٧١) راويا سموا بذلك وقد أشار إلى هذا الحافظ ابن عدي حيث قال في ترجمة" محمد بن عبد الله الكناني": وهذا أيضا من الأسامي التي يريد البخاري أن


(١) انظر التاريخ الكبير (١/ ١٠).
(٢) (١/ ٣٠١) ترجمة رقم (١٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>