للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معارفه اسمه: غالب بن جبريل، فمكث عنده أياما من شهر رمضان، لكن من ظلموه لم يتركوه حتى في هذه القرية الصغيرة، فوجهوا من يخرجه منها وهو مريض.

مال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إِنه أقام عندنا أياما، فمرض، وإِشتد به المرض حتى وجه -يعني الأمير- رسولا إلى مدينة سمرقند في إخراج محمد (١). وقد علم البخاري بأن مخالفيه لن يتركوه، وأنه حيث ذهب سيلاحقونه، وخشي علي نفسه الفتنة، فجعل يدعو مولاه كي يقبضه إِليه.

قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبدالجبار السمرقندي -يقول: جاء محمد بن إِسماعيل إِلى خرتنك- "قرية" علي فرسخين من سمرقند- وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو، وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم أنه قد ضامت علي الأرض بما رحبت، فأقبضني إِليك (٢).

[الراحة في الموت]

واستجاب الله لعبده الصالح، فلم يشمت به أعداءه بعد هذا، قال غالب بن جبريل -الذي نزل عنده البخاري في خرتنك-: "فلما وافى- أي الرسول الذي بعثوه لإِخراج البخاري -تهيأ- يعني البخاري- للركوب، فلبس خفيه، وتعمم، فلما مشي قدر عشرين خطوة أو نحوها، وأنا آخذ بعضده. ورجل أخذ معي يقوده إِلى الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني، فقد ضعفت. فدعا بدعوات، ثم اضطجع، فقضي رحمه الله. فسال منه (٣) العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إِلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا،


(١) السير (١٢/ ٤٦٦).
(٢) المرجع السابق.
(٣) السير (١٢/ ٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>