للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثاني أهمية التاريخ الكبير للبخاري]

" التاريخ الكبير" يمثل أهمية بالغة في ميدان دراسة رواة السنة النبوية، كما أنه ذو ثروة كبيرة في مجال النقد الحديثي.

وقد جاء هذا الكتاب بعد كتب سبقته كثيرة، لكن هذا يختلف عنها، من حيث الوضع، ومن حيث طريقة التصنيف، وبيان هذا ليس هذا موضعه، انما أريد في هذا المبحث أن أدرس "العطاء" الذي يُستَمد من هذا الكتاب، لمن هو من أهل هذه الصنعة.

أولًا: عدة ما في "التاريخ الكبير" من تراجم:

قال الحاكم النيسابوري: (أخبرني فقيه من فقهائنا، عن أبي علي: الحسين ابن محمد الماسرجسي -رحمنا الله وإياه- أنه قال: بلغ رواة الحديث في " كتاب التاريخ لمحمد بن إِسماعيل" قريبًا من أربعين ألف رجل وأمرأة، والذين يصح حديثهم من جملتهم، هم الثقات الذين أخرجهم البخاري ومسلم بن الحجاج، ولا يبلغ عددهم أكثر من ألفي رجل وامرأة). قال الحاكم: فلم يعجبني ذلك منه -رحمه الله وإيانا - لأن جماعة من المبتدعة والملاحدة يشمتون برواة الاثار بمثل هذا القول، إِذا روى عن رجل من أهل الصنعة. (١)

قلت: (الحاكم) لم يعجبه من قول الماسرجسي (٢) إن الذين يصح حديثهم من جملتهم هم الثقات، الذين أخرجهم البخاري ومسلم، ولا يبلغ عددهم


(١) المدخل إلى معرفة الصحيح (١/ ١١١) ط. المدخلي.
(٢) هو أحد الحفاظ البارعين، تتملذ على ابن خزيمة وغيره، قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، صنف "المسند الكبير" مهذبا معللا في ألف جزء وثلاثمائة ومات سنة (٣٦٥). تذكرة الحفاظ (١/ ٩٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>