للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكثر من ألفي رجل وامرأة" ولم يعترض عليه في العدد الذي ذكره لرواة الحديث في "التاريخ". بل في أثناء رده على الماسرجسي قال: "وما يدلنا عليه: أن محمد بن إِسماعيل البخاري قد صنف أسامي المجروحين في جملة من رواة الحديث في أوراق يسيرة، لا يبلغ -إن شاء الله- عددهم إِلا أقل من سبعمائة رجل، فإذا أخذنا سبعمائة للجرح، وألفًا وخمسمائة للتعديل في "كتابه" بقى على ما ذكر أبو علي نيفًا وثلاثون ألف رجل بين الباب والدار" أ. هـ.

قلت: وفي هذا ما يشير الى موافقة الحاكم لأبي علي في "عَدِّه" لرواة الحديث في التاريخ، وقد نقل الذهبي جازما - قول أبي علي هذا في ترجمة البخاري من "سير أعلام النبلاء" دون أن يشير إِليه، ولا إِلى الحاكم، فقال: "تاريخ البخاري" يشتمل على نحو من أربعين ألفا وزيادة، وكتابه في "الضعفاء" دون السبعمائة نفس، ومن خرج لهم في صحيحه دون الألفين" (١)

قلت: والواقع أن عدد الرواة الذين ترجمهم البخاري في "الكبير" أقل من ذلك بكثير، حسب ترقيم الطبعة التي بين أيدينا الآن، وفيما يلي بيان ذلك:

- الجزآن الأول والثاني اشتملا علي (٢٨٩٤) راويًا

- والجزآن الثالث والرابع اشتملا علي (٣١٧٦) راويًا

- والجزآن الخامس والسادس اشتملا على (٣٢٦٧) راويًا

- والجزآن السابع والثامن اشتملا على (٣٤٥٢) راويًا

- والجزء التاسع الذي خصص للكنى فيه (٩٩٣) راويًا

وبذلك يكون مجموع ما فيه من رجال ونساء (٧٨٢ و ١٣) راويًا. وهذا فرقٌ كبيرٌ جدا بين ما قاله أبو علي، وأقره الحاكم، وقاله الذهبي. فهل سقط ما يقارب الثلاثين ألف راوٍ من "التاريخ الكبير"؟. هذا مستبعد غاية الإِستبعاد،


(١) السير (١٢/ ٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>