قلت: قال البخاري عقب هذا الحديث: لم يصح وإنما يروى هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه، وخالفه يحيى بن صالح فقال: حَدَّثَنَا معاوية، قال: حَدَّثَنَا يحيى، عن عمر بن حكم بن ثوبان، سمع أبا هريرة قال: إِذا قاء أحدكم فلا يفطر، فإِنما يخرج، ولا يولج. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ إِلَّا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد - يعني البخاري -: لا أراه محفوظا .. ثم قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ ولا يصح إِسناده، وقال في العلل الكبير له: سألت محمدا - يعني البخارى -: عن هذا الحديث. فلم يعرفه إِلَّا من حديث عيسى بن يونس. وقال أبو داود: وبعض الحفاظ لا يراه محفوظا، وأنكره أحمد، وقال في رواية: ليس من ذا شيء. قال الخطابي: يريد أنه غير محفوظ. وقال مهنا عن أحمد حدث به عيسى، وليس هو في كتابه، غلط فيه، وليس هو من حديثه. وقال الدارامي عن عيسى بن يونس، راوي الحديث: زعم أهل البصرة أن هشاما أوهم فيه. وقال البيهقي: تفرد به هشام بن حسان، وبعض الحفاظ لا يراه محفوظا. وقال الحاكم صحيح علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه. قلت: وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٤٢٦) من طريق آخر عن يحيى بن سلمان الجعفي، عن حفص بن غياث، عن هشام بن حسان به، فتابع عيسى بن يونس. والله