قوله تعالى:{وَلَقَدْ مَنَنَّا على موسى وَهَارُونَ} أنعمنا عليهما بالنبوة {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الكرب العظيم} الذي كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم.
(قوله:«وَنَصَرْنَاهُمْ» قيل: الضمير يعود على «موسى وهارون قومهما» ، وقيل: عائد على الاثنين بلفظ الجمع تعظيماً كقوله:
{يا أيها النبي إِذَا طَلَّقْتُمُ النسآء}[الطلاق: ١] .
قوله:{فَكَانُواْ هُمُ} يجوز في «هم» أن تكون تأكيداً، وأن تكون بدلاً، وأن تكون فصلاً، وهو الأظهر.
فصل
المعنى: فكانوا هم الغلبين على القِبطِ في كُلِّ الأَحْوَال، أما في أول الأمر فظهور الحجة، وما في آخر الأمر فبالدولة والرفعة {وَآتَيْنَاهُمَا الكتاب المستبين} المتنير المشتمل على جميع العلوم المحتاج إليها في مصالح الدين والدنيا كما قال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَا التوراة فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}[المائدة: ٤٤]{وَهَدَيْنَاهُمَا الصراط المستقيم} دللناهما