قوله تعالى:{الذي خَلَقَ السماوات والأرض} الآية. لما أمر الرسول بأن يتوكل عليه وصف نفسه بأمور منها: أنه حي لا يموت، وأنه عالم بجميع المعلومات بقوله {وكفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}[الفرقان: ٥٨] ومنها أنه قادر على كل الممكنات، وهو قوله:{الذي خَلَقَ السماوات والأرض} وهذا متصل بقوله: {الحي الذي لَا يَمُوتُ}[الفرقان: ٥٨] لأنه سبحانه لما كان خالقاً للسموات والأرض ولكل ما بينهما ثبت أنه القادر على جميع المنافع ودفع المضار، وأن النعم كلها من جهته فحينئذ لا يجوز التوكل إلا عليه. و «الَّذِي خَلَقَ» يجوز أن يكون مبتدأ، و «الرَّحْمَنُ» خبره، وأن يكون خبر مبتدأ مقدر، أي: هو الذي