مكية، وهي أربعون أو إحدى وأربعون آية، ومائة وثلاثة وسبعون كلمة، وسبعمائة وسبعون حرفا. قوله تعالى:{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ} قد تقدم أن البزي يدخل هاء السكت عوضاً من ألف «ما» الاستفهامية في الوقف.
ونقل عن ابن كثير أنه يقرأ «عمه» - بالهاء - وصلاً، أجرى الوصل مجرى الوقف.
وقرأ عبد الله، وأبي، وعكرمة وعيسى:«عمّا» بإثبات الألف، وقد تقدم أنه يجوز ضرورة وفي قليل من الكلام؛ ومنه قوله:[الوافر]
وتقدم أن الزمخشري جعل منه {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس: ٢٧] في «يس» ، و «عم» فيه قولان:
أظهرهما: أنه متعلق ب «يَتَساءَلون» .
قال أبو إسحاق: الكلام تام في قوله: {عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ} ، ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب، فيقول: يتساءلون عن النبأ العظيم فاقتضى إيجاز القرآن، وبلاغته أن يبادر المحتجّ بالجواب الذي يقتضيه الحال والمجاورة اقتضاءً بالحجة، وإسراعاً إلى موضع قطعهم.