قوله:{قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ} لما شرح الله نعيمَ أهلِ الثَّوَابِ وعقابَ أهلِ العقاب عاد إلى تقرير التوحيد والنبوة والبعث المذكورين أول السورة فقال: قُلْ يا محمد إنما أَنا مُنْذِرٌ مخوف ولا بد من الإقرار بأنه ما من إله إلا الله الواحد القهار فكونه واحداً يدل على عدم التشريك وكونه قهاراً مشعر بالترهيب والتخويف ولما ذكر ذلك أردفهبما يدل على الرجاء والترغيب فقال: {رَبُّ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا العزيز الغفار} فكونه ربًّا يشعر بالتربية والإحسان والكرم والجود وكونه غفاراً يشعر بأن العبد لو أقدر على المعاصي والذنوب فإنه يغفر برحمته. وهذا الموصوف هو الذي (يجب عبادته لأنه هو الذي يخشى عقابه ويُرْجَى ثوابه ويجوز أن يكون)«رب السموات» خبر مبتدأ مضمر، وفيه معنى المدح.
قوله {هُوَ نَبَأٌ}(هو) يعود على القرآن وما فيه من القصص والأخبار، وقيل: على