قوله تعالى:{وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ آمَنَّا بالله} المكلفون ثلاثة أقسام: مؤمن ظاهر بحسن اعتقاده، وكافر مجاهر بكفره، وعناده، ومذبذب بينهما ويظهر الإيمان بلسانه ويضمر الكفر، فالله تعالى لما بين القسمين الأولين بقوله:{أم حسب الذين يعملون السيئات} إلى قوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} بين القسم الثالث وهو المنافق فقال: {وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ آمَنَّا بالله فَإِذَآ أُوذِيَ فِي الله} أصابه بلاء من الناس افتتن، {جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ الله} أي جعل أذى الناس وعذابهم كعذاب الله في الآخرة أي جزع من أذى الناس ولم يصبر عليه فأطاع الناس كما يطيع الله من يخاف عذابه، قال