قوله تعالى:{اأيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ} الآية.
لمَّا خاطب المؤمنين بقوله:{وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}[الأنفال: ١٩] أتبعه بتأديبهم فقال: {أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} ولم يبين ماذا يسمعون إلَاّ أنَّ الكلام من أول السورة إلى ههنا لما كان واقعاً في الجهاد علم أن المراد وأنتم تسمعون دعاءه إلى الجهاد.
قوله {وَلَا تَوَلَّوْا} الأصلُ: تتولُّوا فحذف إحدى التَّاءين، وقد تقدَّم الخلافُ في أيتهما المحذوفة.
وقوله:{وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} جملةٌ حالية، والضميرُ في «عَنْهُ» يعود على الرَّسول؛ لأنَّ طاعته من طاعة الله.
وقيل: يعودُ على الله، وهذا كقوله تعالى:{والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ}[التوبة: ٦٢] وقيل: يعودُ على الأمر بالطَّاعةِ.
قوله {وَلَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} أي: لا تكونوا كالذين يقولون بألسنتهم إنَّا قبلنا تكاليف الله تعالى: ثمَّ إنَّهم بقلوبهم لا يقبلونها، وهذه صفة المنافقين.
قوله:{إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الصم البكم الذين لَا يَعْقِلُونَ} .