قوله:{وَإِذَا مَسَّ الناس ضُرٌّ} قَحْطٌ وشدّة، {دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ} بالدعاء، لما بين التوحيد بالدليل وبالمثل بين أن لهم حالة يعترفون بها، وإن كانوا ينكرونه في وقت ما وهي حالة الشدة، {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً} ، خصْبٌ أو نعمة، يعني إذا خلصناهم من تلك الشدة {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} ، وقوله:«مِنْهُ» أي من الضر؛ لأن الرحمة غير مطلقة لهم إنما هي على ذلك الضر وحده، وأما الضر المؤخر فلا يذوقون منه رحمة ويحتمل أن يكون الضمير في «منه» عائد إلى الله تعالى، والتقدير ثم إذا أذاقهم اللَّهُ من فضله رحمةً خلصهم بها من ذلك الضر.
قوله:«إذَا فَريقٌ» هذه «إذا» الفُجَائِيَّة، وَقَعَتْ جَوَابَ الشرطِ؛ لأنها كالفاء في أنها للتعقيب ولا يقع أول كلام، وقد تجامعها الفاء زائدةً.