قرأ الكسائي بفتح الهمزة، والباقون بكسرها، فأما قراءة الجماعةِ فعلى الاستئناف، وهي مؤكِّدة للجملة الأولى.
قال الزمخشريُّ:«فإن قلتَ: ما فائدة هذا التوكيد؟ قلت: فائدته أن قوله: {لَا إله إِلَاّ هُوَ} توحيد، وقوله:» قائِماً بِالقِسْط «تعديلٌ، فإذا أردفه بقوله:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ الله الإسلام} فقد آذَن أن الإسلام هو العدل والتوحيد، وهو الدين عند الله، وما عداه فليس في شيء من الدين عنده» .
وأما قراءة الكسائي ففيها أوجه:
أحدها: أنها بدل من {أَنَّهُ لَا إله إِلَاّ هُوَ} - على قراءة الجمهورِ - في أن {لَا إله إِلَاّ هُوَ} فيها وجهان:
أحدهما: أنه من بدل الشيء من الشيء، وذلك أن الدين - الذي هو الإسلام - يتضمن العدلَ، والتوحيد، وهو هو في المعنى.