أحدهما: أن هذا وإن كان بلفظ الأمر، فمعناه الخبر نحو:{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرحمن}[مريم: ٧٥] . أي فيمدّ، وإذا كان معناه الخبر، لم ينتصب في جوابه بالفاء إلا ضرورة؛ كقوله:[الوافر]
والثاني: أن من شرط النصب بالفاء في جواب الأمر أن ينعقد منهما شرط وجزاء نحو: «ائتني فأكرمك» تقديره: «إن أتيتني أكرمتك» .
وها هنا لا يصح ذلك إذ يصير التدقير: إن تكن تكن، فيتحد فعلا الشرط والجزاء معنى وفاعلاً، وقد علمت أنه لابد من تغايرهما، وإلا يلزم أن يكون الشيء شرطاً لنفسه وهو مُحَال، قالوا: والمُعَاملة اللفظية، واردةٌ في كلامهم نحو:{قُل لِّعِبَادِيَ الذين آمَنُواْ يُقِيمُواْ}[إبراهيم: ٣١]{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ}[الجاثية: ١٤] .