بمقادير أفعالهم وبكيفياتها امتنع دخول الخطأ عليه، والمقصود من الآية المبالغة في تَقْرير أن كل مؤمن فإنه يصل إلى حقه، قال عطاء يريد أنّي عالم بأفعالهم لا أحتاج إلى كاتب ولا شاهد.
قوله:{وَسِيقَ الذين كفروا إلى جَهَنَّمَ زُمَراً} لما شرح أحوال أهل القيامة على سبل الإجمال وقال: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ} بين بعده كيفية أحوال العقاب ثم كيفية أحوال الثواب، فأما شرحُ أحوال العقاب فهو هذه الآية وهذا السَّوْق يكون بالعُنُق والدفع بدليل قوله تعالى:{يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطور: ١٣] أي يدفعون دفعاص، وقوله:{وَنَسُوقُ المجرمين إلى جَهَنَّمَ وِرْداً}[مريم: ٨٦] .
قوله:{زُمَراً} و «زُمَرٌ» جمع «زُمْرة» وهي الجماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض، و «تَزَمَّرُوا» تجمعوا قال:
٤٣١١ - حَتَّى احْزَأَلَّتْ زمُرٌ بَعْدَ زُمَرْ ... هذا قول أبي عبيد (ة) والأخفش، وقال الراغب: الزُّمْرة الجماعة القليلة، ومنه شاة زمرة أي قليلة الشعر، ورجل زَمِرٌ أي قليل المروءة، وزَمَرَت النَّعَامَةُ تَزْمُر زَمَاراً ومنه اشتق الزّمر. والزَّمَّارة كناية عن الفاجرة.
قوله:{حتى إِذَا} تقدم الكلام في «حتى» الداخلة على «إذا» مِرَاراً، وجواب «إذا»