رجع الكلام إلى قوله تعالى:{وَأَصْحَابُ اليمين مَآ أَصْحَابُ اليمين}[الواقعة: ٢٧] أي هم ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين، وقد مضى الكلام في معناه.
وقال أبو العالية، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح والضحاك:{ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين} يعني: من سابقي هذه الأمة، {وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخرين} من هذه الأمة من آخرها.
بدليل ما «روي عن ابن عباس في هذه الآية: {ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين} ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:» جَمِيعاً مِنْ أمَّتِي «» .
وقال الواحدي:«أصحاب الجنة نصفان: نصف من الأمم الماضية، ونصف من هذه الأمة» . ويرد هذا ما روى ابن ماجه في «سننه» والترمذي في «جامعه» عن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أهْلُ الجنَّةِ عِشْرُونَ ومائة صنف، ثمانُون منْهَا من هذهِ الأمَّةِ، وأربعُونَ من سَائِرِ الأمَمِ» .
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
و «ثُلَّةٌ» رفع على الابتداء، أو على حذف خبر حرف الصفة، ومجازه: لأصحاب اليمين ثلَّتان: ثلّة من هؤلاء، وثلّة من هؤلاء.