للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيتخرج على أنه من القطع، كأنه قال: أمدح المصور، كقولهم: «الحَمْدُ للَّه أهل الحمد» بنصب أهل؛ وقراءة من قرأ: {اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ} بنصب «رب» .

قال مكي: و «المصور» مُفَعِّل «من» صَوّر يُصَوّر «، ولا يحسن أن يكون من» صار يصير «، لأنه يلزم منه أن يقال: المصير، بالياء» .

وقيل: هذا من الواضحات ولا يقبله المعنى أيضاً.

وقدم «البارىء» على «المصور» لأن إيجاد الذوات مقدّم على إيجاد الصفات، فالتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لهما، ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل، وخلق الله الإنسان في بطن أمه ثلاثَ خلق، جعله علقة ثم مضغة ثم جعله صورة، وهو التشكيل الذي يكون به ذا صورة يعرف بها ويتميز عن غيره، فتبارك الله أحسنُ الخالقين.

قوله: {لَهُ الأسمآء الحسنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم} تقدم نظيره.

روى أبو هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: قال:

«سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عن اسم الله الأعظم، فقال:» عليْكَ بأواخر سُورةِ الحَشْرِ، فأكثر قراءتهَا «فأعَدْتُ عليْهِ فأعَادَ عليَّ» .

وقال جابر بن زيدٍ: إنَّ اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية.

وعن أنس أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «مَنَ قَرَأ سُورَة الحَشْرِ غُفِرَ الله لَهُ ما تقدَّمَ من ذَنبه ومَا تأخَّر» .

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَنَ قَرَأ خَواتِيمَ سُورة الحَشْرِ في لَيلٍ أو نهارٍ، فقبضهُ اللَّهُ في تلْكَ اللَّيلةِ أو ذلِكَ اليَوْمِ فَقَدْ أوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الجنَّة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>