للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صفة، أي: ذاتُ خسرانٍ، أو أسند إليها الخسار مجازاً والمراد أصحابُها، والمعنى: إن كان رجوعنا إلى القيامة حقاً، فتلك الرجعة رجعة خاسرة [خائبة] ، وهذا أفادته «إذن» فإنها حرف جواب وجزاء عند الجمهور.

وقيل: قد لا تكون جواباً.

وعن الحسن: أن «خاسرة» بمعنى كاذبة، أي: ليست كائنة.

وقال الربيع بن أنس: خاسرةٌ على من كذَّب بها.

وقيل: كَرَّةُ خُسران، والمعنى: أهْلُهَا خاسرون، كقولك: تِجَارةٌ رابحةٌ، أي: يَرْبَحُ صاحبها.

وقال قتادة ومحمد بن كعب أي: لئن رجعنا أحياءً بعد الموت لنحشرن بالنَّار، وإنَّما قالوا هذا لأنَّهُم أوعدُوا بالنار، و «الكَرُّ» : «الرجوع» ، يقال: كرَّهُ، وكَرَّ بنفسه، يتعدى ولا يتعدَّى.

والكَرَّةُ: المرَّةُ، الجمع: الكرَّات.

قوله: {فَإِنَّمَا هِيَ} ضمير الكرة، أي: لا تحسبوا تلك الكرَّة صعبة على الله تعالى.

قال الزمخشري: «فإن قلت: بم يتعلق قوله:» فإنما هي «؟ .

قلت: بمحذوف، معناه: لا تستصعبوها فإنما هي زجرة واحدة، يعني بالتعلُّق من حيث المعنى، وهو العطف.

وقوله:» فإذَا هُمْ «المفاجأة والسبب هنا واضحان.

والزجرة: قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: في النَّفخةِ الواحدة» فإذا هُمْ «أي: الخلائق أجمعون،» بالساهرة «أي: على وجه الأرض من الفلاة، وصفت بما يقع فيها، وهو السهر لأجل الخوف.

وقيل: لأن السراب يجري فيها من قولهم: «عين ساهرة» أي: جارية الماء، وفي ضدها نائمة.

[قال الزمخشري: «والساهرةُ: الأرض البيضاء المستوية، سميت بذلك؛ لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>