قال الفرَّاء: هي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب، وأصل ذلك أن السَّوطَ: هو عذابهم الذي يعذبون به، فجرى لكل عذاب إذا كان فيه غاية العذاب.
وقال الزجاج: أي: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
[ويقال: ساط دابته يسوطها أي: ضربها بسوطه.
وعن عمرو بن عبيد: كان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال: إن الله تعالى عنده أسواط كثيرة فأخذهم بسوط منها] .
قال قتادة: كل شيء عذب الله به، فهو سوط عذاب.
[واستعمال الصب في السوط استعارة بليغة شائعة في كلامهم.
قال القاضي: وشبه بصبّ السوط الذي يتواتر على المضروب فيهلكه] .
قوله:{إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد} ، أي: يرصد عمل كل إنسان، حتى يجازيه به.
قال الحسن وعكرمة: والمِرْصادَ: كالمرصد، وهو: المكان الذي يترقب فيه الرَّصد، جمع راصد كحرس، فالمرصاد «مفعال» من: «رصده» ، كميقات من وقته، قاله الزمخشري.
وجوَّز ابنُ عطيَّة في المرصاد: أن يكون اسم فاعل، قال: كأنه قيل: «لبالراصد» ، فعبر ببناء المبالغة.
ورده أبو حيَّان: بأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الباء، إذ ليس هوفي موضع دخولها، لا زائدة، ولا غير زائدة.